Abstract:
حاول الباحث اختبار فرضيات طورت في الفصل الأول والذي كرس لمنهجية البحث والدراسات السابقة ووجد ما يلي:
(1)صحة الفرضية الأولى الخاصة بوجود علاقة ذات دلالة معنوية ايجابية بين استخدام التخطيط الاستراتيجي وتحسين كفاءة الأداء في هذه الشركات المختارة للدراسة.
(2)صحة الفرضية الثانية المتعلقة بوجود تأثير لتطوير واستخدام أساليب علمية حديثة في تحليل بيئة المنظمة الداخلية والخارجية على مستوى الأداء.
الفصل الثاني من الأطروحة عرض فيه جوانب التخطيط الإستراتيجي وتحليل البيئة الخارجية والداخلية للمنظمة على اعتبار أن مفردات هذا التحليل تمثل مدخلات مهمة في عمليات إعداد الخطط الإستراتيجية. و عرض في ثلاثة مباحث هذه الجوانب. لقد كرس المبحث الأول منها لعلم الإدارة والتخطيط الإستراتيجي، حيث موقع التخطيط الإستراتيجي في الممارسة الإدارية، ثم التخطيط والسياسة والإدارة الإستراتيجية وأخيراً العملية التخطيطية المتكاملة. أما المبحث الثاني فقد خصص للبيئة الخارجية بجميع أبعادها ومتغيراتها والمبحث الثالث للبيئة الداخلية للمنظمة من هيكل تنظيمي وثقافة تنظيمية وموارد على اختلاف أشكالها. بعد ذلك تم عرض تحليل قوة وضعف المنظمة لغرض صياغة الخطة الإستراتيجية وأخيراً أساليب تحليل البيئة الداخلية.
وجاء الفصل الثالث لعرض التخطيط الاستراتيجي من خلال مبحثين، عرض المبحث الأول فكرة مهمة حول مفاهيم التخطيط الاستراتيجي، وأهمية التخطيط الاستراتيجي لمنظمات الأعمال وكذلك الأساليب المستخدمة في عمليات التخطيط. أما المبحث الثاني فعرض فيه معوقات التطبيق للخطط الاستراتيجية بشكل عام وللأردنية منها بشكل خاص وكذلك المعالجات المقترحة للتغلب على بعض هذه المعوقات.
الفصل الرابع فقد كرس لدراسة كفاءة الأداء في منظمات الإعمال باعتبار أن الأداء هو المتغير التابع في هذه الأطروحة. وتم تخصيص المبحث الأول من هذا الفصل لتطور مفهوم الأداء وطرق قياس الأداء، وركز المبحث الثاني على تحسين الأداء من خلال عمليات التخطيط الاستراتيجي باعتباره المتغير المستقل في هذه الأطروحة.
وفي الفصل الخامس والأخير عرض الدراسة الميدانية ونتائجها من خلال مجموعة من المباحث. الأول تم فيه أعطاء نبذة مختصرة حول الشركات المساهمة في هذه الأطروحة والمبحث الثاني لتحليل الأسئلة الواردة في الاستبانة بشكل مؤشرات إحصائية وصفية. أما المبحث الثالث فقد تم فيه عرض لاختبار فرضيات الدراسة من خلال استخدام الأساليب الإحصائية الملائمة للمعطيات والمعلومات المجمعة. وجاء المبحث الرابع لمناقشة النتائج والتأكد من صحة الفرضيات في هذه الأطروحة من خلال التحليل معطيات الدراسة المجمعة من خلال الاستبانة المعد لهذا الغرض. وأخيرا جاء المبحث الخامس لعرض أهم الاستنتاجات والتوصيات والتي يود الباحث الإشهار إلى أهميتها في العرض المقدم.
أولالقد جاءت أهم الاستنتاجات كما يلي:
(1)لكي يعطي التخطيط الاستراتيجي نتائج ايجابية ويؤثر بفاعلية على الأداء يفترض أن يكون قد وضع ضمن أطار عمليات متكاملة للإدارة والفكر الاستراتيجي والذي يكون من مسؤولية الدارة العليا في الشركات. كما يوجد في اغلب المنظمات في العالم (الصناعي/ النامي) لا يوجد شك بأهمية انعكاس التخطيط المنهجي المنظم ايجابياَ على الأداء سواء تم قياس هذا الأداء بمؤشرات مالية مثل العائد على الاستثمار (RoI) أو مؤشرات غير مالية.
(2)خرج الباحث بنتيجة مفادها أن هذه الشركات المهمة والكبيرة تمارس التخطيط على أسس سليمة ومنهجية واضحة، ورغم ما فيها من قصور في بعض الجوانب النظرية . انعكست عمليات التخطيط كما ترى إدارات هذه الشركات ايجابا على الأداء وساهمت في تحسين قدرة هذه الشركات المالية والإنتاجية والتسويقية وخاصة في مجالات فهم أسواق التصدير.
(3)لا توجد وحدات في الهيكل التنظيمي متخصصة في عمليات التخطيط الاستراتيجي في هذه الشركات لكي تساعد الإدارة العليا (المدير العام وفريقه)، بل توجد جهات تحمل مسميات مختلفة تساهم في جمع وتحليل المعلومات والبيانات. هكذا أصبح الدور المهم في عمليات التخطيط من مسئولية وعبء الإدارة العليا لوحدها .
ثانيا أما أهم ما توصي به هذه الدراسة فهو:
1.من الضروري أن توضع عمليات التخطيط الاستراتيجي في أطار ممارسة للمفاهيم الإستراتيجية المتكاملة (تطوير القرار الاستراتيجي، اعتماد التخطيط الرسمي، توسيع قاعدة المشاركة) في هذه الشركات الأردنية. ولكي يكون هذا الأمر حقيقة واقعة يتطلب الأمر التركيز على الإدارات العليا بالانفتاح على تجارب الشركات الرائدة في العالم الصناعي أو الدول المماثلة للأردن.
2.يوصي الباحث بضرورة إنشاء وحدات متخصصة بالتخطيط وان يكون لها موقع في الهيكل التنظيمي وهذه الوحدات تساعد الإدارة العليا على القيام بالتخطيط الاستراتيجي السليم وان توثق التجارب الخاصة بالشركة لكي يتم تطويرها عبر الزمن. ونرى ضرورة تكامل عمل هذه الوحدات مع أقسام نظم المعلومات في الشركات.
3. من الضروري توسيع مدارك هذه الشركات حول الأداء. فلم يعد الأداء اليوم يقاس فقط بالجوانب المالية رغم أهميتها ، لذلك ضرورة تطوير قياسات أخرى كالحصة السوقية ورضا الزبائن وغيرها.
4.نظراً لوجود نقص في استخدام الأساليب الحديثة في تحليل البيئة الخارجية لمعرفة الفرص والتهديدات يوصي الباحث بالاطلاع على تجارب الشركات العالمية وان يتم عقد مؤتمرات وندوات علمية لاطلاع الإدارة على البعض من هذه الأساليب وكيفية الاستفادة منها في الشركات الأردنية.
5.من الضروري تطوير وتدريب الكوادر الإدارية المتخصصة في العملية التخطيطية، ويأتي هذا منسجماَ مع ضرورة وجود مساقات في الجامعات الأردنية تعنى بالإدارة الإستراتيجية والتخطيط الاستراتيجي والمواضيع ذات العلاقة بها ، تدريساً وتدريباً وندوات.