Abstract:
تناولت هذه الدراسة الشواهد الشعرية في ألفية ابن معط. ويعتبر ابن معطي الرائد في استعمال الألفية في أشعاره فقد أطلق على ألفيته هذه التسمية حيث قال:
نحوية أشعارهم المروية هذا تمام الدرة الألفية
وتبعه بعد ذلك ابن مالك حيث قال:
وتقتضي رضا بغير سخط فائقة ألفية ابن معطي
وتبعه بعد ذلك الكثير من الناس.و لم تختص هذه التسمية على النحو فقط، فقد وضعت في العلوم الأخرى. والى جانب ذلك تفرد ابن معطي بالتسمية بالألفية وسبق غيره.، وتقليدهم له، وجاء بعده الشراح واختار كل شارح اسماً لها، وسماها القواس شراح الألفية وتوفق في هذا الاسم لسهولته ووضوحه ولسرعة ارتباطه في الذهن خاصة وقد ارتبط بأذهان الناس شرح ألفية ابن مالك.
فقد تفرد ابن معطي بشئ آخر، حيث اعتاد الناس أن ينظم الشاعر قصيدته أو أرجوزته على بحر واحد، إلا أن ابن معطي قد خرج على هذه القاعدة ونظم ألفيته على بحرين هما: الرجز والسريع ومع أن عدداً من المشتغلين بالنحو والأدب قد أثبتوا على مهارة ابن معطي الفنية في توفيقه بين البحرين الرجز والسريع، واعتبروها دليلاً على مقدرته الفنية العالية، حيث أن التقارب كبير جداً بين الرجز والسريع حتى لايميزه إلاّ من أوتي أذناً موسيقية مرهفة، إلاّ أنني أقول إنّ النظم على هذه الطريقة كان من العقبات التي أثرت على انتشار واشتهار ألفية ابن معطي. ويعد ابن معطي من أئمة عصره، ومن المبدعين في هذا الفن. وقد ألف العديد من المصنفات، شرح بعضها، وفقد بعضها الآخر. ولم يعرف بعد عنه شئ ومن أشهر مؤلفاته ألفية ابن معطي. وقد شارك ابن معطي في القضايا النحوية التي طرحها العلماء وأئمة النحو في عصره وفي عصر من سبقه، وقد أوردت نماذج عن هذا التوافق أو الخلاف بينه وبين أئمة النحو. ورجل بلغ هذا المستوى من سداد الفكر، وقوة المنطق، لابد أن يؤثر في غيره. فاقبل الناس على قراءة الألفية، ودراستها وتدريسها. وكان ممن قام بهذا ابن مالك.
ومن الظواهر اللافتة للأنظار، أن الدراسة النحوية في عصر ابن معطي وعصر ابن جمعه لا تقوم على الدراسة التخصصية، فالعالم أو المفكر لايعد عالماً أو مفكراً إلاّ إذا أحاط بثقافة عصره في شتى المواد والعلوم المختلفة، ولذا فإن من العسير جداً، فصل الدراسات النحوية عن الدراسات الأخرى. لأن النحو مادة أساسية لا يستغنى عنها في الدراسات الدينية والأدبية.
فالناظر لشرح ألفية ابن معطي الذي قام به عبدالعزيز بن جمعه الموصلي على ألفية ابن معطي يمكن أن يشير الى أن الألفية شاملة لمختلف أبواب النحو العربي وأن ابن جمعه في شرحه لم يكن ناقلاً أو جامعاً لآراء غيره. بل كانت له مقدرة فائقة في التعليل والترجيح، وكان شرح ابن جمعه حافلاً بالاستشهاد بأقوال النحاة، وما نقله غيره من شواهد وأحكام. وهذا البحث محاولة لإلغاء الضوء على الشواهد الشعرية في شرح ألفية ابن معطي. وقد أكثر شارح ألفية ابن معطي من هذه الشواهد الشعرية واستثمرها استثماراً يخدم القاعدة النحويَّة وسوف يكون هذا البحث متناولاً جانباً من الأصول التي يعتمد عليها في الأستشهاد حيثُ يكون الاستشهاد بالقرآن والحديث والشعر والحكم والأمثال.
والبحث يشتمل على ثلاثة فصول وعدد من المباحث. وقد تناولت الباحثة في الفصل الأول: شواهد الأسماء وتحدثت الباحثة فيه عن المرفوعات من الأسماء المبتدأ والخبر وتحدثت الباحثة عن المنصوبات فتناولت المفعول المطلق وما ينوب عنه والمفعول فيه"الظرف" والحال والتمييز والمفعول له والمفعول معه والاستثناء كما تناولت المجرورات وتحدثت عن المجرور بالإضافة. وأما الفصل الثاني: فقد تناولت الباحثة شواهد الأفعال وتحدثت عن الفعل الماضي وتحدثت عن كان واخواتها وكاد واخواتها وظن وأخواتها وحذف معمولي ظن، وفعل الأمر، والفعل المضارع المجزوم والمرفوع والمنصوب واقتران جواب الشرط بالفاء نونا التوكيد.أما الفصل الثالث: فقد تناولت الباحثة شواهد الحروف المختصة بالأسماء وتحدثت عن شواهد حروف الجر وشواهد إِنَّ وأخواتها.
استعانت الباحثة بالمنهج الوصفي التحليلي للوصول إلى النتائج، وقد تم تذييل البحث بخاتمة، ونتائج، وفهارس مفصلة.